Tuesday, May 15, 2007

الخواتم... حكاية تقاليد ورموز



















يعود إستعمال الخاتم كرمز لعقد الزيجة إلى عهد الحضارات الأولى، ولعلّه أُخذ عن عادة إهداء الخاتم من أصحاب الرئاسات إلى مرؤوسيهم او من المُحبّين إلى منيُحبّونهم. ويُجمع البعض على إعتبار أن الخاتم إتخذ التصميم الدائري لشبهه بأجسام من النظام الشمسي، بما فيها الشمس والقمر وهو يرمز إلى الكمال، الأزلية والأتحاد أي أن لا بداية له ولا نهاية
أما البعض الآخر فيرى أن الرجل حين يُقدم على إتخاذ فتاة أحبّها شريكة لحياته، يُهدي إليها خاتماً او محبساً معبّراً بذلك عن أنها أصبحت وحدها موضع ثقته وتقديره وأقرب الناس إلى قلبه ويوضع في بنصر اليد إشارة إلى ما يقال من أن في هذا البنصر وريداً يحمل الدم إلى القلب رأساً، حاملاً معه ما يرافق العلاقات الزوجية من عواطف الإخلاص والمحبة

العادات الّلبنانية


ومن عاداتنا في لبنان أن يهدي الشاب إلى الفتاة في الخطبة محبساً من ذهب او مُرصّعاً بحبيبات من ماس، وعند الزواج خاتماً مُرصّعاً بنوع من الحجارة الكريمة أما أصل الخاتم chaddagh الذي ظهر خلال القرن السابع عشر يعود إلى إيرلندا وهو نوع من خاتم مزاج يعكس حالة النساء الإيرلنديات

. وتظهر عليه يدان متشابكتان على قلب متوّج : إذا وضع في اليد اليمنى والتاج متّجه إلى الداخل، فهذا يعني أن المرأة برسم الزواج، وإذا وضع في اليد اليمنى والتاج متّجه نحو الخارج، فهذا يدلّ على أن هناك شخصاً في حياتها. أما إذا وضع في اليد اليسرى والتاج نحو الخارج، فهذا يعني انها متزوجة إبتعد

الخواتم قديما
بالإضافة إستعملت الخواتم في الحضارات القديمة في بابل وأشور ومصر وأثينا وروما، وكانت في هذه البلدان مظهراً
للسلطة. وكان الرومان حين يرسلون سفراء يُمثّلونهم لدى الحكومات الأجنبية يُسلّمونهم خواتم يتختّمون بها في الإجتماعات الرسمية تدليلاً على مناصبهم والسلطات المخوّلة إليهم. وعند اليونان، يرمز الخاتم إلى الطبقة التي ينتمي إليها لابسه، فخاتم الذهب رمز الشرف وعلوّ الرتبة والحرية، وخاتم الحديد رمز العبودية والفقر، وكانت لهم في ذلك
شرائع وقوانين لا يتعدونها
وفي لبنان

وفي لبنان فقد كان الفينيقيون أحراراً في التحلّي، يلبسون من الخواتم ما شاؤوا وقد كان لكلّ امير في العهد الإقطاعي
خاتم خاص دليل سلطته يختم به رسائله وأوامره إلى من يكاتبهم. هذا من دون أن ننسى الخواتم التي كان يكتب عليها بعض اللبنانيين الحكم والآيات والعبارات الدعائية المسجّعة أولها وأقدمها خاتم الأمير "علاقة" الذي إرتقى من حضيض الفقر إلى منصب الإمارة. كما أن عدداً كبيراً من اللبنانيين إعتبر ان لبعض الخواتم قوى سحرية تجترح الخوارق كخاتم سليمان الحكيم الذي يحصل صاحبه عند فركه على كل ما شاء من رغائب


تصميم الخاتم



ينسب البعض إلى كل نوع من الحجارة الكريمة تأثيراً خاصاً في الحياة فالماس يقي من الغيرة، والياقوت يعطي الحكمة، واللازورد يُطهّر القلب، والزمرد يجلب السعادة، والعقيق يسعد الأولاد، واللؤلؤ يمنع الخصام، والفيروز يديم المحبة ما دام لونه ثابتاً


وتبقى هذه الأفكار إدعاءات وإعتقادات أقرب إلى الخرافة منها إلى الحقيقة والصحة لكن الأمر المؤكد هو هيمنة الألماس
منذ الثلاثينات من القرن العشرين على خواتم الزواج وذلك للأسباب التالية


لماذا الألماس؟

. يعتبر الألماس المادة الأكثر ديمومة على وجه الأرض.
. إنه مادة مثمّنة عالمياً كمادة كمالية.
. إنه جزء من تقليد طويل.
. لقد تمّ تسويقه بشكل ممتاز.
. إنه بكل بساطة جميل ورائع.


أما التاريخ المسجل لأول خاتم من الماس قدّم كهدية فيعود إلى القرن الخامس عشر وقد قُدّم كوعد بالزواج من الأرشيدوق ماكسيمليان من النمسا إلى ماري من بورغوندي سنة 1477 وهكذا بدأ التقليد الملكي بتقديم خاتم الخطوبة من الماس، وهو تقليد إمتدّ على مدى مئات من السنوات، ووصل في النهاية إلينا، نحن الرجال العاميين في الزمن الحاضر. الماس هو أغلى الأحجار ثمناً كما يخطئ من يقدّره بحجمه، لأن قيمته تتجلى في شفافيته وصفائه والدقّة في صقله وصياغته. أما لونه فيتدرّج من الأصفر، البنّي، البرتقالي، الأخضر، الأزرق، والبنفسجي والأحمر الذي يقترب من حجر الروي ويُعتبر نادراً جدا

الخواتم اليوم

وبالعودة إلى أيامنا الراهنة، لا يوجد قاعدة على ان يكون الخاتم من الألماس وإنما يضع مصمّمو المجوهرات مجموعة كبيرة من الأشكال تتناسب مع كل الأذواق

وتختلف الموديلات في كل فترة وموسم فيصنع الخاتم من المعادن كالذهب بألوانه المختلفة والبلاتين وحتى الفضة، ويمكن ترصيعه بالماس والأحجار الكريمة في بعض الأحيان من أجل إعطائه مزيداً من الفخامة والرُقيّ. ويعتبر عدد كبير من مصمّمي المجوهرات ان كل حجر يتمتّع بطاقة معيّنة بالإضافة يستهويهم إستخدام أحجار اللؤلؤ، الماس، الفيروز والأوفال للعروس، وذلك للتفاؤل بمستقبل مشرق لأن بعض الأحجار برأيهم تسبّب الضيق لمن يلبسها
وإذا كان الزواج يُشكّل إرتباطاً عميقاً فإن الخواتم تجسّد عربوناً لا بديل عنه عن الحب الذي يربط بين شخصين يرغبان في البقاء معاً
إلى الأبد



No comments: